موقع الخواطر
الباب
بابٌ في وَسَـطِ الصّحــراءْ مَفتـوحٌ لِفضـاءٍ مُطلَـقْ . ليسَ هُنالِكَ أيُّ بِنــاءْ كُـلُّ مُحيـطِ البابِ هَـواءْ . - مالكَ مفتــوحاً يا أحمَـقْ ؟! - أعـرِفُ أنَّ الأمـرَ سَـوَاءْ لكـنّي .. أكـرهُ أنْ أُغلَــقْ ! سـيرة ذاتيّـة (1) نَمْـلةٌ بي تحتَمـي . تحـتَ نعْلـي تَرْتَمـي . أمِنَـتْ .. مُنـذُ سنينٍ لـمْ أُحـرِّكْ قَـدَمـي ! (2) لستُ عبـدَاً لِسـوى ربّـي .. وربّـي : حاكِمـي ! (3) كي أُسيـغَ الواقِـعَ المُـرَّ أحلّيـهِ بِشيءٍ مِـنْ عصـيرِ العَلْـقَمِ ! (4) مُنـذُ أنْ فَـرَّ َزفيري مُعرِباً عـنْ أَلَمـي لـمْ أذُقْ طعـمَ فَمـي ! (5) أخَـذّتني سِنَـةٌ مِـنْ يقظَـةٍ .. في حُلُمــي . أهـدَرَ الوالـي دَمـي ! (6) جالِسٌ في مأتَمـي . أتمنّى أنْ أُعزِّيني وأخشى أن يظُنّـوا أنّني لي أنتمـي ! (7) عَرَبـيٌّ أنا في الجوهَـرِ لكِـنْ مظهَـري يحمِـلُ شَكْـلَ الآدَمـي ! المظلــوم جلـدُ حِـذائي يابِسٌ بطـنُ حِـذائي ضيّـقٌ لـونُ حِـذائي قاتِـمْ . أشعُـرُ بي كأنّني ألبَسُ قلبَ الحاكِـمْ ! يعلـو صـريرُ كعْبـِهِ : قُلْ غيرَها يا ظالِـمْ . ليسَ لِهـذا الشيءِ قلـبٌ مطلَقـاً أمّا أنـا .. فليسَ لي جرائـمْ . بأيِّ شِـرعَـةٍ إذَنْ يُمـدَحُ باسمـي، وَأنَـا أستقبِلُ الشّتائِـمْ ؟! ثارات قطَفـوا الزّهـرَةَ .. قالـتْ : مِنْ ورائي بُرعُـمٌ سَـوفَ يثـورْ . قطَعـوا البُرعُـمَ .. قالتْ : غَيرُهُ ينبِضُ في رَحْـمِ الجذورْ . قلَعـوا الجَـذرَ مِنَ التُربـةِ .. قالَتْ : إنّني مِـنْ أجـلِ هذا اليـومِ خَبّأتُ البـذورْ . كامِـنٌ ثأري بأعمـاقِ الثّرى وَغَـداً سـوفَ يرى كُلُّ الوَرى كيفَ تأتي صـرخَـةُ الميلادِ مِـنْ صمتِ القبـورْ. تَبـردُ الشّمـسُ .. ولا تَـبرُدُ ثاراتُ الزّهــورْ ! مزرعـة الدّواجـن سَبـعُ دجاجـاتٍ وديكٌ واحِـدٌ مُستَهْـدَفٌ للرغبـةِ العمـلاقَـهْ . تنثُـرُ حَـبَّ الحُـبِّ في أحضـانِـهِ وخَـلْفَهـا الأفـراخُ تشكو الفاقَـهْ ! سُبحـانَ مَن يقسِـمُ ما بينَ الورى أرزَاقَـهْ . والسّبعُ تِلكَ باقَـةٌ ناريّـةٌ سبّاقَـهْ وسـوفَ تأتي باقَـةٌ وسـوفَ تأتـي باقـهْ . كُلٌّ تهُـزُّ رِدْفَهــا ملهـوفَـةً مُشتاقـهْ كُلٌّ - لأنَّ قَلبَهـا لا يرتَضـي إرهاقَـهْ - لقـاءَ هَتكِ عِرضِهـا .. تعرِضُ َبـذْلَ ( الطّاقَـهْ ) ! والدّيكُ فيمـا بينهـا .. يُطَبِّــعُ العلاقـهْ ! ليلـة لِشهـرزادَ قِصّـةٌ تبــدأُ في الخِتـامْ ! في اللّيلـةِ الأولـى صَحَـتْ وشهْريـارُ نـامْ . لم تكثرِثْ لِبَعلِهـا ظلّـتْ طِـوالَ ليلِها تَكْـذِبُ بانتِظـامْ . كانَ الكلامُ ســاحِـراً .. أرّقــهُ الكـلامْ . حاولَ ردَّ نومِـهِ لم يستَطِـعْ .. فقـامْ وصـاحَ : يا غُـلامْ خُذْهــا لبيتِ أْهلِها لا نفـعَ لي بِمثْلِها . إنّ ابنَـةَ الحَـرامْ تكْـذِبُ ِكذباً صـادِقاً يُبقي الخيالَ مُطْلَقـاً ويحبِسُ المَنـامْ . قَلِقْـتُ مِنْ قِلْقالِها أُريـدُ أنْ أَنـامْ . خُـذْهـا، وَضـَـعْ مكانَها .. وِزارةَ الإعْــلامْ ! خلـود قالَ الدّليـلُ في حَـذَرْ : أُنظُـرْ .. وَخُـذْ مِنـهُ العِـبَرْ أُنظـرْ .. فهـذا أسَـدٌ لـهُ ملامِـحُ البَشَـرْ . قَـدْ قُـدَّ مِنْ أقسـى حَجَـرْ . أضخَـمُ ألفَ مـرّةٍ مِنكَ وَحَبـلُ صَـبْرِهِ أَطـوَلُ مِـنْ حَبلِ الدّهَـرْ . لكنّـهُ لم يُعْـتَبَرْ . كانَ يدُسُّ أنْفـَـهُ في كُلِّ شيءٍ فانكَسَـرْ . هـلْ أنتَ أقـوى يا مَطَـرْ ؟ ** كانَ ( أبو الهَـولِ ) أمامـي أَثَـراً مُنتَصِباً . سـألتُ : هلْ ظلَّ لِمَـنْ كَسّـرَ أنفَـهُ ..أَثَرْ ؟! احتيـاط فُجِعَـتْ بي زوجَـتي حينَ رأتني باسِما ! لَطَمـتْ كفّـاً بِكـفٍّ واستَجارتْ بالسَّمـا . قُلتُ : لا تنزَعِجـي .. إنّي بِخَيرٍ لم يَزَلْ دائــي مُعافـى وانكِسـاري سالِمـا ! إطمئنّي .. كُلُّ شيءٍ فيَّ مازالَ كَما .. لمْ أكُـنْ أقصِـدُ أنْ أبتَسِما كُنتُ أُجري لِفمي بعضَ التّمارينِ احتياطاً رُبّمـا أفرَحُ يومـاً .. رُبّمــا ! المفقـود رئيسُنا كانَ صغيراً وانفَقَـدْ فانتـابَ أُمَّـهُ الكَمَـدْ وانطَلَقـتْ ذاهِلَـةُ تبحـثُ في كُلِّ البَلَـدْ . قِيلَ لها : لا تَجْـزَعـي فَلَـنْ يضِـلَّ للأبَـدْ . إنْ كانَ مفقـودُكِ هذا طاهِـراً وابنَ حَـلالٍ .. فَسَيلْقاهُ أَحـَـدْ . صاحــتْ : إذنْ ..ضـاعَ الوَلَـدْ ! عُكــاظ الأرضُ: ثَغْـري أَنهُـرٌ لكـنَّ قلبي نـارْ . البحْـرُ: أُبـدي بَسمَـتي .. وأُضْمِـرُ الأخطَـارْ . الرّيـحُ: سِلْمــي نَسْمَـةٌ وَغَضبَتي إعْصـارْ . الغَيـمُ: لي صَـواعِقٌ تمشي معَ الأمطـارْ . الصّمـتُ: في بالـي أنـا تُزَمْجِـرُ الأفكـارْ . الصّخْـرُ :أدنى كَرَمي أنْ أمنَـحَ الأحجَـارْ لأشْـرَفِ الثّـوارْ . النّسْـرُ : رأيـي مِخلَـبٌ وَمَنطِقي مِنقـارْ . النّمـرُ : نابـي دعوَتـي .. وَحُجّـتي الأظفارْ . الكَلـبُ : لستُ خائِنـاً ولَسْـتُ بالغَـدّارْ . بلْ أنـَا أحمي صاحِـبي، وأعقِـرُ الأشْـرارْ . الجَحْـشُ : نوبَـتي أنَـا بَعـدَ الأخِ المُنهـارْ . قُـمْ وافتَخِـرْ يا جـارْ . العَرَبـيُّ : ليسَ لي شيءٌ سِـوى الأعـذارْ والنّفـيِ والإنكـارْ والعَجـزِ والإدبـارْ والإبتهالِ، مُرغَماً، للواحِدِ القهّارْ بأنْ يُطيلَ عُمْـرَ مَـنْ يُقصّرُ الأعمارْ ! بالشّكلِ إنسانٌ أنَـا .. لكنّني حِمـارْ . الجَحـشُ : طارَتْ نوبَتي وَفخـرُ قومي طـارْ . أيُّ افتِخـارٍ يا تُرى .. مِـنْ بعـدِ هـذا العارْ ؟! المغبـون مؤمِــنٌ يُغمِـضُ عينيـهِ، ولكنْ لا ينامْ . يقطَـعُ اللّيلَ قياماً .. والسّلاطينُ نِيـامْ . مُسـرِفٌ في الإحتِشـامْ . إنّما يستُرُ عُـريَ النَّاسِ حـتى في الحَرامْ ! حَسْـبُهُ أنَّ بحبلِ اللهِ ما يُغْنيـهِ عنْ فَتلِ حِبالِ الإتّهـامْ . مُنصِـفٌ بينَ الأَنـامْ تستـوي في عينِـهِ الكَحْـلاءِ تيجـانُ السَّلاطينِ وأسْمالُ العَـوامْ . مؤمِـنٌ بالرّأيِ يحيـا صامِتـأً لكنَّـهُ يرفِضُ أنْ يمحـو الكَلامْ . طَـيّبٌ يفتَـحُ للجائِـعِ أبوابَ الطّعـامْ حينَ يُضنيـهِ الصّيـامْ . بلْ يواري أَثـَرَ المُحتـاجِ لوْ فَكّـرَ في السّطـوِ على مالِ الطُّغامْ . وَيُغطّـي هَربَ الهاربِ مِـنْ بطْشِ النّظـامْ . مَلجـأٌ للإعتِصـامْ وَأَمـانٌ وسـلامْ . وعلـى رَغـمِ أياديـهِ عَليكُـمْ لا يـرى مِنكُـمْ سِـوى مُـرِّ الخِصـامْ . ** أيّها النّاسُ إذا كُنتُـم كِرامـاً فَعَليكُـمْ حَـقُّ إكـرامِ الكِرامْ. بَـدَلاً من أنْ تُضيئـوا شمعَـةً حيّـوا الظـلامْ ! مُكابــرة أُكابِـرْ . أُضمّـدُ جُرحـي بحشْـدِ الخَناجِـرْ وأمسَـحُ دَمعـي بكَفَّـيْ دِمائـي وأُوقِـدُ شمعـي بِنـارِ انطِفائي وأحـْـدو بِصمْـتي مِئاتِ الحَناجِـرْ أُحاصِـرُ غابَ الغيابِ المُحاصِـرْ : ألا يا غِيابي .. أنـا فيكَ حاضِـرْ ! ** أُكابِـرُ ؟ كلاّ .. أنَـا الكبرياءْ ! أنَـا توأَمُ الشّمسِ أغـدو وَاُمسـي بغيرِ انتِهـاءْ ! ولي ضَفّتـانِ : مسـاءُ المِـدادِ وصبْـحُ الدّفاتَـرْ وَشِعــري قَناطِـرْ ! متى كانَ للصُبْـحِ واللّيلِ آخِـرْ ؟ ** إذا عِشـتُ أو مِـتُّ فالموتُ خاسِـرْ . فلا يعرِفُ الموتُ شِعْراً ولا يَعرِفُ المـوتَ شاعِـرْ !