Sign In
Sign-Up
Welcome!
Close
Would you like to make this site your homepage? It's fast and easy...
Yes, Please make this my home page!
No Thanks
Don't show this to me again.
Close
موقع الخواطر
طبـق الأصـل
الدُّودَةُ قالـتْ للأرضْ :
إنّـي أدميتُكِ بالعَـضْ.
زلزَلـتِ الأرضُ مُقهقِهـةً :
عَضّـي بالطُّـولِ وبالعَـرضْ .
مِـنْ صُـنْعـي هيكَلُكِ الغَـضْ
ودِماؤكِ من قلـبي المَحـضْ
ورضـايَ بعضِّكِ إحسـانٌ
ورضـاكِ بإحسـاني فَرضْ .
إنّـي قَـد أوجـدْتُكِ حـتّى
تنتَزِعـي من جَسَـدي الموتـى
ولَكِ الدّفـعُ .. ومنكِ القبـضْ .
**
الأرضُ انطَرَحَـتْ بِسُـموٍّ
والدُّودَةُ قامَـتْ في خَفضْ
وأنـا الواقِفُ وَسْـطَ العَرضْ
أسـألُ نفسي في استغرابٍ :
منـذا يتعلّـمُ مِن بعضْ ؟
الأرضُ، تُـرى، أمْ أمريكـا ؟
الدودَةُ .. أمْ دُوَلُ الرّفـضْ ؟
ضـدّ التيـار
الحائِطُ رغـمَ توَجُّعِـهِ
يتحَمّـلُ طَعْـنَ المِسمـارْ
والغُصـنُ بِرَغـمِ طراوَتِـهِ
يحمِـلُ أعشاشَ الأطيـارْ .
والقبْـرُ برغمِ قباحَتِـهِ
يرضـى بنمـوِّ الأزهـارْ .
وأنـا مِسماري مِزمـارْ
وأنـا منفـايَ هوَ الدّارْ
وأنَـا أزهـاري أشعـارْ
فلِمـاذا الحائِطُ يطعَـنُني ؟
والغُصـنُ المُتَخَفّـفُ منّـي.. يستـَثـقِلُني ؟
ولِماذا جَنّـةُ أزهـاري
يحمِلُها القبـرُ إلى النّـارْ ؟
أسألُ قلبي :
ما هـوَ ذنبي ؟
ما ليَ وحـدي إذْ أنثُرُ بَذرَ الحُريّـةِ
لا أحظـى من بعـدِ بِذاري
إلاّ بنمـوِّ الأسـوارْ ؟!
يهتِفُ قلـبي :
ذنبُكَ أنّكَ عُصفـورٌ يُرسِـلُ زقزَقَـةً
لتُقَـدَّمَ في حفلَـةِ زارْ !
ذنبُكَ أنّكَ موسيقيٌّ
يكتُبُ ألحانـاً آسِـرةً
ليُغنيها عنـهُ .. حِمـارْ !
ذنبُكَ أنّكَ ما أذْنَبتَ ..
وعارُكَ أنّكَ ضِـدَّ العـارْ !
**
في طوفـانِ الشّرفِ العاهِـرِ
والمجـدِ العالـي المُنهـارْ
أحضُـنُ ذنـبي
بِيـَدَيْ قلـبي
وأُقبّـلُ عاري مُغتَبِطـاً
لوقوفـي ضِـدَّ التّيـارْ .
أصـرُخُ : يا تيّـارُ تقـدّمْ
لنْ أهتَـزَّ ،ولـنْ أنهـارْ
بلْ سَتُضارُ بيَ الأوضـارْ .
يا تيّـارُ تقـدّم ضِـدّي
لستُ لوَحـدي
فأنا .. عِنـدي !
أنَا قبلـي أقبلتُ بوعْـدي
وسأبقى أبعَـدَ مِنْ بعـدي
مادمـتُ جميـعَ الأحـرارْ !
غليـان
ألمـحُ القِـدْرَ على الموقِـدِ تغلـي
وأنا من فَرْطِ إشفاقـيَ أغلـي .
تنفُخُ القِـدْرُ بُخـاراً
هازِئـاً بي وبنُبلـي :
قُـمْ إلى شُغلِكَ .. واترُكـني لِشُغلـي .
أنا لا أوضَـعُ فـوقَ النّارِ إلاّ
بَعـدَ أن يوضَـعَ في بطـنيَ أكلـي .
أنـا أُرغِـي، حُـرّةً، مِنْ حَـرِّ ناري
وأنا أُزْبِــدُ لو طالَ استِعـاري
وأنا أُطفـىءُ بالزّفْراتِ غِلّـي .
أيّها الجاهِـلُ قُلْ لـي :
هلْ لديكُـمْ عربيٌّ واحِـدٌ
يفعَـلُ مِثلـيْ ؟!
هزيمـةُ المنتصــر
لو منحـونا الألسِنَهْ
لو سالمونا ساعَـةً واحِدةً كلّ سَنَـهْ
لو وهبونا فسحةَ الوقتِ بضيقِ الأمكِنَهْ
لو غفروا يوماً لنا ..
إذا ارتكَبنا حَسَنَـهْ !
لو قلبـوا مُعتَقلاً لِمصنَـعٍ
واستبدلـوا مِشنَقَـةً بِماكِنَـهْ
لو حوّلـوا السِّجـنَ إلى مَدْرَسَـةٍ
وكلّ أوراقِ الوشاياتِ إلى
دفاترٍ ملوّنـهْ
لو بادَلـوا دبّابَـةً بمخبَزٍ
وقايضـوا راجِمـةً بِمطْحنـهْ
لو جعَلـوا سـوقَ الجواري وَطَنَـاً
وحوّلـوا الرِّقَ إلى مواطَنَـهْ
لحَقّقـوا انتصـارَهمْ
في لحظـةٍ واحِـدَةٍ
على دُعـاةِ الصّهيَنَـهْ .
أقـولُ : ( لـو )
لكـنّ ( لو ) تقولُ : ( لا )
لو حقّقـوا انتصارَهُـمْ ..لانهَزَمـوا
لأنَّهُم أنفُسَهم صَهاينَـهْ !
اقتباس
إنّهـا لا تختفـي.
إنهـا تقضي الليالـي، دائماً،
في مِعطَفـي .
دائمـاً تحضُـنُ، في الظُلْمـةِ، قلبي
هـذهِ الشّمسُ ..
لكي لا تنطَفـي !
قســوة
حَجَـرٌ يهمِسُ في سَمْعِ حَجَـرْ :
أنتَ قاسٍ يا أخـي ..
لمْ تبتَسِـم عن عُشبـةٍ، يوماً،
ولا رقّـتْ حَناياكَ
لأشـواقِ المَطَـرْ
ضِحكـةُ الشمسِ
على وجهِكَ مـرّتْ
وعويلُ الرّيحِ
في سَمعِكَ مَـرْ
دونَ أن يبقـى لشيءٍ منهُما
فيكَ أَثـَرْ .
لا أساريرُكَ بَـشّتْ للمسـرّاتِ،
ولا قلبُكَ للحُزنِ انفَطَـرْ .
أنتَ ماذا ؟!
كُـنْ طَـريَّ القَلـبِ،
كُـنْ سمْحَـاً، رقيقـاً ..
مثلَما أيِّ حَجَـرْ .
لا تكُنْ مِثـلَ سلاطيـنِ البَشَـرْ !
حـزن على الحـزن
- أيّها الحُـزنُ الذي يغشى بِـلادي
أنا من أجلِكَ يغشاني الحَـزَنْ
أنتَ في كُلِّ مكـانٍ
أنتَ في كُلِّ زَمـَنْ .
دائـرٌ تخْـدِمُ كلّ الناسِ
مِـنْ غيرِ ثَمـَنْ .
عَجَبـاً منكَ .. ألا تشكو الوَهَـنْ ؟!
أيُّ قلـبِ لم يُكلّفكَ بشُغلٍ ؟
أيُّ عيـنٍ لم تُحمِّلكَ الوَسَـنْ ؟
ذاكَ يدعـوكَ إلى استقبالِ قَيـدٍ
تلكَ تحـدوكَ لتوديـعِ كَفَـنْ .
تلكَ تدعـوكَ إلى تطريـزِ رُوحٍ
ذاكَ يحـدوكَ إلى حرثِ بَـدَنْ .
مَـنْ ستُرضي، أيّها الحُـزنُ، ومَـنْ ؟!
وَمتى تأنَفُ من سُكنى بـلادٍ
أنتَ فيهـا مُمتهَـنْ ؟!
- إنّني أرغـبُ أن أرحَـلَ عنهـا
إنّمـا يمنعُني حُـبُّ الوَطـنْ !
مسائل غير قابلـة للنقاش
في الأسـاسْ
لمْ يكُـنْ في الأرضِ حكّامٌ ..
فقَـطْ
كانَ بهـذي الأرضِ ناسْ !
**
الشّعـوبْ
حينَ لـمْ توصِـدْ بوجـهِ الشّـرِّ
أبوابَ القلـوبْ
وَخطَـتْ، سِـرّاً، على دربِ الخطايا
وتعاطَـتْ، خُفيَـةً، كُلَّ الذنوبْ
ظَهـَرَ الحُكّـامُ فيها .
هكذا عاقبَها اللهُ وأخزَاهـا ..
بإظهـارِ العُيـوبْ !
**
لا جِـدالْ
إنَّ للحُكّـامِ، مهما اُترِفـوا ،
صـبراً على حمـلِ الثِّقالْ .
كم على أكتافِهِـمْ من رُتبَـةٍ
تخلَـعُ أكتافَ الجِبالْ !
كمْ على كاهِلِهمْ من لقَبٍ
لو شالَهُ الفيلُ لَمـالْ !
كمْ على عاتِقِهـمْ مِنْ بيتِ مالْ !
**
الفقــيرْ
يجعـلُ الحُكّـامَ لا يغفـونَ ..
مِـنْ وخـزِ الضّمـيرْ .
حينما يُنمـى إليهِـمْ
في ليالي الزّمهَـريرْ
أنّـهُ فوقَ الحصـيرِ الرَّثّ يغفـو ..
كيفَ يغفـونَ
وهُــمْ
لم يسرِقـوا منـهُ الحَصـيرْ ؟!
**
بيَقينْ
خطـَأٌ حشـْرُ جميعِ الحاكمينْ
في عِـدادِ الكافِـرينْ .
إنّما الكافِـرُ مَـن يكفرُ بالدّينِ
وهُـمْ أغلبُهـمْ .. من غيرِ دِيـنْ !
**
للحِــوارْ
يلجَـأُ الحُكّـامُ دومَـاً
كُلّمـا الجمهـورُ ثـارْ.
كِلْمَـةٌ مِنـهُ، ومنهُـمْ كِلْمـةٌ
ثُمّ يعـودُ الصّفـوُ للجَـوِّ
وينزاحُ الغُبـارْ .
هـوَ يدعـو : حاوِِرونـي.
هُـمْ يقولونَ لَـهُ : صَـهْ يا حِمـارْ !
**
لا أُطيـلْ ..
وُجِـدَ الحُكّـامُ في الدُّنيـا
لكـي ينفـوا وجـودَ المُستَحيـلْ .
ماعداهُـمْ
كلُّ ما في هـذه الدُّنيـا جميـلْ !
أعـذار واهيـة
- أيُّها الكاتِبُ ذو الكفّ النظيفَـهْ
لا تُسـوِّدْها بتبييضِ مجـلاّتِ
الخَليفـهْ .
- أيـنَ أمضي
وهـوَ في حوزَتِـهِ كُلُّ صحيفَـهْ ؟
- إمضِ للحائِطِ
واكتُبْ بالطّباشيرِ وبالفَحـمِ ..
- وهلْ تُشبِعُني هـذي الوظيفَـهْ ؟!
أنا مُضطَـرٌّ لأنْ آكُلَ خُبـزَاً ..
- واصِـلِ الصّـومَ .. ولا تُفطِـرْ بجيفَـهْ .
- أنا إنسانٌ وأحتـاجُ إلى كسبِ رغيفـي ..
- ليسَ بالإنسانِ
مَن يكسِبُ بالقتلِ رغيفَـهْ .
قاتِلٌ من يتقـوّى بِرغيفٍ
قُصَّ من جِلْـدِ الجماهيرِ الضّعيفـهْ !
كُلُّ حَـرفٍ في مجـلاّت الخَليفَـهْ
ليسَ إلاّ خِنجـراً يفتـحُ جُرحـاً
يدفعُ الشّعبُ نزيفَـهْ !
- لا تُقيّـدني بأسـلاكِ الشّعاراتِ السخيفَـهْ.
أنا لم أمـدَحْ ولَـمْ أردَحْ .
- ولـمْ تنقُـدْ ولم تقْـدَحْ
ولمْ تكشِفْ ولم تشـرَحْ .
حصـاةٌ عَلِقـتْ في فتحـةِ المَجْـرى
وقَـدْ كانتْ قذيفَـهْ !
- أكلُ عيشٍ ..
لمْ يمُتْ حُـرٌّ مِنَ الجـوعِ
ولـمْ تأخـذْهُ إلاّ
مِـنْ حيـاةِ العبـدِ خيفَـهْ .
لا .. ولا مِن موضِـعِ الأقـذارِ
يسترزِقُ ذو الكفِّ النّظيفَـهْ .
أكلُ عيـشٍ ..
كسـبُ قـوتٍ ..
إنّـهُ العـذْرُ الذي تعلِكُـهُ
المومِسُ
لو قيلَ لهـا : كوني شريفَـهْ !
طهــارة
مَلِكٌ يأتـي إليــهْ
يُسـقِطُ الظّـلَّ عليـهْ
ولهـذا
يذهَـبُ النّهـرُ إلى البحـرِ
لكي يغسِـلَ بالمِلـحِ يديـهْ !
بيتُ الداء
يا شعـبي .. ربَي يهديكْ .
هـذا الوالي ليسَ إلهـاً ..
ما لكَ تخشى أن يؤذيك ؟
أنتَ الكلُّ، وهذا الوالي
جُـزءٌ من صُنـعِ إياديكْ .
مِـنْ مالكَ تدفعُ أُجـرَتَهُ
وبِفضلِكَ نالَ وظيفَتَـهُ
وَوظيفتُهُ أن يحميكْ
أن يحرِسَ صفـوَ لياليكْ
وإذا أقلَـقَ نومَكَ لِصٌّ
بالروحِ وبالدَمِ يفديكْ !
لقبُ (الوالي ) لفظٌ لَبِـقٌ
مِنْ شِـدّةِ لُطفِكَ تُطلِقَـهُ
عنـدَ مُناداةِ مواليكْ !
لا يخشى المالِكُ خادِمَـهُ
لا يتوسّـلُ أن يرحَمَـهُ
لا يطلُبُ منـهُ التّبريكْ .
فلِماذا تعلـو، يا هذا،
بِمراتبِهِ كي يُدنيكْ ؟
ولِماذا تنفُخُ جُثّتـُهُ
حـتّى ينْزو .. ويُفسّيكْ ؟
ولِماذا تُثبِتُ هيبتَهُ ..
حتّى يُخزيكَ وَينفيكْ ؟ !
العِلّـةُ ليستْ في الوالـي ..
العِلّـةُ، يا شعبي، فيكْ .
لا بُـدّ لجُثّـةِ مملـوكٍ
أنْ تتلبّسَ روحَ مليكْ
حينَ ترى أجسـادَ ملـوكٍ
تحمِـلُ أرواحَ مماليكْ !
بطالـة
أفنيتُ العُمـرَ بتثـقيفي
وَصَـرفتُ الحِـبرَ بتأليفـي
وحَلُمـتُ بعيشٍ حَضَـريٍّ
لُحمَتُـهُ دينٌ بدَويٌّ
وَسُـداهُ نـدى طبـعٍ ريفـي .
يعـني .. في بحْـرِ تخاريفـي
ضِعتُ وضيَّعـتُ مجاديفـي !
كمْ بَعُـدَتْ أهـدافي عنّي
مِـنْ فرطِ رداءةِ ( تهديفي ) !
ورَجفتُ من الجـوعِ لأنّـي
لا أُحسِـنُ فـنَّ (الترجيفِ)
فأنا عَقلـي
ليسَ بِرجْلـي .
وأنا ذهني
ليسَ بِبطـني .
كيفَ، إذَنْ، يُمكِـنُ توظيفي
في زَمَـنِ ( الفيفـا ) .. و ( الفيفي ) ؟!