الوصايا
عندما تذهب للنوم
تذكر ان تنام
كل صحو خارج النوم
!حرام
وخذ الفرشاة والمعجون
وأغسل
ما تبقى بين أسنانك من بعض الكلام
أنت لا تأمن أن يداهمك الشرطة
!حتى في المنام
ربما تشخرُ
أو تعطس
أو تنوي القيام
فدع المصباح مشبوباً
!لكي تدرأ عنك الإتهام
يا صديقي
كل فعل في الظلام
هو تخطيط لإسقاط النظام
**
إحترم حظر التجول
لا تغادر غرفة النوم
إلى الحمام ليلاً
!للتبول
**
قبل أن تنوي الصلاة
إتصل بالسلطات
وأشرح الوضع لها
لا تتذمر
وخذ الأمر بروح وطنيه
يا صديقي
خطرُ..أي إتصال
!بجهات خارجيه
**
عند إفطارك
لا تشرب سوى كوب اللبن
قدح البن منبه
!فتجنبه إذن
قدح الشاي مُنبه
!فتجنبه إذن
يا صديقي
كل شخص مُتنبه
هو مشبوه ، مثير للفطن
يبتغي أن يشعل الوعي
!لإحراق الوطن
**
لك في المطبخ آلات
تُثير الإرتياب
إنتزع أنبوبة الغاز
ولا تنس السكاكين ، وأعواد الثقاب
وسفافيد الكباب
ربما تطبخ شيئاً
وتفوح الرائحه
ما الذي تفعله لو ضبطوا
!عندك هذي الأسلحه ؟
هل ترى تُقنعهم
أنك مشغول بإعداد طبيخ
!لا بإعداد أنقلاب ؟
**
قبل أن تخرج
دع رأسك في بيتك
من باب الحذر
يا صديقي
في بلاد العرب أضحى
كل رأس في خطر
!ما عدا رأس الشَهَر
**
إنتبه عند الإشاره
لا تقف حتى إذا أحمرت
!إذا كنت قريباً من سفاره
**
لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد
ربما قبل حلول الليل
!تُبعد
**
أغلق السمع
ولا تصغِ لأبواق الخيانه
ليس في التحقيق ذُل
أو عذاب ، أو إهانه
أنت في التحقيق موفور الحصانه
ربما يشتمك الشرطي
من باب المَيَانه
!هل تُسمي ذلك اللطف إهانه؟
ربما تُربط في مروحة السقف
لكي تصبح في أعلى مكانه
!هل تسمي ذلك العز إهانه؟
ربما مصلحة التحقيق تضطر المحقق
أن يجس النبض من كل الزوايا
ويدقق
!!!فإذا جسك في ظهرك
أو ثبت فيه الخيزرانه
لا تظن الأمر ذلا
أو عذاباً أو مهانه
يا صديقي
!!!إن إثبات العصا في الظهر
إجراء ضروري
لإثبات الإدانه
**
لا تمت منتحراً
لا تسلم الروح لعزرائيل
في وقت الوفاة
ليس من حقك
أن تختار نوعية أو وقت الممات
إنتبه
!لا تتدخل في إختصاص السلطات
عائدون
هرم الناس وكانوا يرضعون
عندما قال المغني عائدون
يافلسطين وما زال المغني يتغنى
وملايين اللحون
في فضاء الجرح تفنى
واليتامى من يتامى يولدون
يافلسطين وأرباب النضال المدمنون
ساءهم مايشهدون
فمضوا يستنكرون
ويخوضون النضالات على هز القناني وعلى هز البطون
عائدون
ولقد عاد الأسى للمرة الألف، فلا عدنا ولاهم يحزنون
شطرنج
منذ ثلا ثين سنة
لم نر أي بيدق في رقعة الشطرنج يفدي وطنه
ولم تطن طلقة واحدة وسط حروف الطنطنة
والكل خاض حربه بخطبة ذرية.. ولم يغادر مسكنه
وكلما حيا على جهاده أحيا العدا مستوطنة
منذ ثلاثين سنة
والكل يمشي ملكا تحت أيادي الشيطنة
يبدأ في ميسرة قاصية وينتهي في ميمنة
الفيل يبني قلعة والرخ يبني سلطنة
ويدخل الوزير في ماخوره فيخرج الحصان فوق المئذنة
منذ ثلاثين سنة
نسخر من عدونا لشركه ونحن نحيي وثنه
ونشجب الإكثار من سلاحه ونحن نعطي ثمنه
فإن تكن سبعا عجائب الدنى فنحن صرنا الثامنة
.بعد ثلاثين سنة
حلم
وقفت مابين يدي مفسر الأحلام
قلت له : ياسيدي رأيت في المنام
أني أعيش كالبشر
وأن من حولي بشر
وأن صوتي بفمي، وفي يدي الطعام
وأنني أمشي ولا يتبع من خلفي أثر
فصاح بي مرتعدا : ياولدي حرام
لقد هزئت بالقدر
يا ولدي ، نم عندما تنام
وقبل أن أتركه تسللت من أذني أصابع النظام
.واهتز رأسي وانفجر
جاهلية
في زمان الجاهلية
كانت الأصنام من تمر
وإن جاع العباد
فلهم من جثة المعبود زاد
وبعصر المدنية
صارت الأصنام تأتينا من الغرب
ولكن بثياب عربية
تعبد الله على حرف، وتدعو للجهاد
وتسب الوثنية
وإذا ماستفحلت، تأكل خيرات البلاد
وتحلي بالعباد
.رحم الله زمان الجاهلية
الأضحيه
حين ولدت، ألفيت على مهدي قيدا
ختموه بوشم الحرية
وعبارات تفسيرية
" ياعبد العزى كن عبدا "
وكبرت ولم يكبر قيدي
وهرمت ولم أترك مهدي
لكن لما تدعوا المسؤولية
يطلب داعي الموت الردا
فأكون لوحدي الأضحية
ردو الإنسان لأعماقي، وخذو من أعماقي القردا
أعطوني ذاتي كي أفني ذاتي
ردو لي بعض الشخصية
كيف تفور النار بصدري وأنا أشكو البردا
كيف سيومض برق الثأر بروحي مادمتم تخشون الرعدا
كيف أغني وأنا مشنوق أتدلى من تحت حبالي الصوتية
كي أفهم معنى الحرية
وأموت فداء الحرية
.أعطوني بعض الحرية
شؤون داخليه
وطني ثوب مُرقع
كل جزء فيه مصنوع بمصنع
وعلى الثوب نقوش دمويه
فرقت أشكالها الأهواء
لكن
:وحدت ما بينها نفس الهويه
عِفة واسعة تشقى
!وعهر يتمتع
وطني : عشرون جزاراً
يسوقون الى المسلخ
!قطعان خراف آدميه
وإذا القطعان راحت تتضرع
لم تجد عينا ترى
أو أذناً من خارج المسلخ..تسمع
فطقوس الذبح شأن داخلي
والأصول الدوليه
تمنع المس بأوضاع البلاد الداخليه
إنما تسمحُ أن تدخل أمريكا علينا
في شؤون السلم والحرب
وفي السلب وفي النهب
وفي البيت وفي الدرب
وفي الكتب
وفي النوم
وفي الأكل وفي الشرب
!وحتى في الثياب الداخليه
فإذا ما ظلت التيجان تلمع
وإذا ظلت جياع الكوخ
تستجدي بأثداء عذاراها لتدفع
وكلاب القصر تبلع
وإذا لم يبقى من كل أراضينا
سوى متر مربع
يسعُ الكرسي والوالي
!فإن الوضع في خير..وأمريكا سخيه
فرقتنا وحدة الصف
على طبل ودف
وتوحدنا بتقبيل الأيادي الأجنبيه
عرب نحن..ولكن
أرضنا عادت بلا أرضِ
وعُدنا فوقها دون هويه
فبحق ( البيت ) ل
..والبيت المقنع
وبجاه التبعيه
أعطنا يا رب جنسية أمريكا
لكي نحيا كراماً
!!في البلاد العربيه
عقوبات شرعيه
بتر الوالي لساني
عندما غنيت شعري
دون أن أطلب ترخيصا بترديد الأغاني
بتر الوالي يدي
لما رآني في كتاباتي أرسلت أغانيّ إلى كل مكان
وضع الوالي على رجلي قيدا
إذ رآني بين كل الناس أمشي دون كفي ولساني
صامتا أشكو هواني
أمر الوالي بإعدامي عندما لم أصفق عندا مرّ
ولم أهتف
ولم أبرح مكاني
أصنام البشر
يا قدس معذرة ومثلي ليس يعتذر
مالي يد في ما جرى فالأمر ما أمروا
وأنا ضعيف ليس لي أثر
عار علي السمع والبصر
وأنا بسيف الحرف أنتحر
وأنا اللهيب وقادتي المطر
فمتى سأستعر؟
لو أن أرباب الحمى حجر
لحملت فأسا فوقها القدر
هوجاء لا تبقي ولا تذر
لكنما أصنامنا بشر
الغدر منهم خائف حذر
والمكر يشكو الضعف إن مكروا
فالحرب أغنية يجن بلحنها الوتر
والسلم مختصر
ساق على ساق، وأقداح يعرش فوقها الخدر
وموائد من حولها بقر
ويكون مؤتمر
هزي إليك بجذع مؤتمر يساقط حولك الهذر
!عاش اللهيب ويسقط المطر
زنزانة
صدري أنا زنزانة قضبانها ضلوعي
يدهمها المخبر بالهلوع
يقيس فيها نسبة النقاء في الهواء
ونسبة الحمرة في دمائي
وبعدما يرى الدخان ساكنا في رئتي، والدم في قلبي كالدموع
يلومني لأنني مبذر في نعمة الخضوع
شكرا طويل العمر إذ أطلت عمر جوعي
لو لم تمت كل كريات دمي الحمراء، من قلة الغذاء
لانتشل المخبر شيئا من دمي ثم ادعى بأنني شيوعي