موقع الخواطر

عندما غزا الشيوعيون يوغسلافيا كانت في العاشرة من عمرها

عنوان القصة : حجاب من الفحم

   قالت الأخت اليوغسلافية و هي تتحدث الفصحى : عندما غزانا الشيوعيون كنت حينها صبية في العاشرة من عمري وكنت أرتدي الحجاب دون غطاء الوجه ،، و كانت أمي تغطي وجهها مع سائر بدنها ، و كنا قبل هؤلاء الشيوعيين نعيش في أمان تام ، فلما ابتلانا الله بهؤلاء الكفرة تغيرت أحوالنا فما كنا نستطيع أن ننام ليلة واحدة في أمان لدرجة أن أمي كانت تنام بحجابها خوفا أن يداهم الكفرة بيتنا في ساعة من الليل و كان أول عمل قاموا به هو هتك الستر، فقد هدموا كل جدار يفصل بين منزلين ، فبعد أن كان هذا الجدار عاليا لحفظ الحرمات جعلوا الارتفاع هذا لا يزيد عن متر واحد ، فكنت أنا و أمي لا نظهر في حديقة الدار إلا و نحن متحجبات بل كانت أمي تغطي حتى وجهها و هي تقضي بعض الاعمال في المنزل ،، و لم يكتفي هؤلاء الكفرة بذلك بل إنهم فرضوا على كل من تغطي وجهها أن تحمل صورة لها تبين هويتها ، وعندما جاء الجنود و أبلغونا بوجوب إبراز صورة في البطاقة الشخصية للنساء يومها رأيت أمي تبكي ،، و ما رأيت كبكائها تلك الليلة و هي تردد و تقول كيف سأكشف وجهي أمام المصور!! و هو يركز نظره علي ، ثم يأتي هؤلاء الكفرة ليتمتعوا بالنظر إلى صورتي ، ماذا أفعل ؟ أنقذوني من هذا الموقف الذي لا أطيقه ، و بينما نحن في حيرة من أمرنا إذ  قام أبي و أحضر بين يديه فحما أسود وقال لها : خذي يا أم فلان و لا تجزعي خذي هذا و قالت ماذا أفعل به ؟ قال اصبغي به وجهك وقنعيه بالسواد فلا تبدو ملامح جمالك حين تكشفين عن وجهك أمام المصور ، و أخذته والدتي منه فلما قنعت وجهها بالأسود اختفت كل معالم وجهها و فرحت أمي فرحا شديدا و ما زلت أحتفظ من يومها بتلك الصورة الرائعة بقناع من الفحم الأسود ،، تلك الصورة تقف شاهدة لأمي و أبي يوم القيامة في غيرتها على دينه .. 

عودة للصفحة الرئيسية