موقع الخواطر

يقوم مبارك بجولة في بعض الدول الأوربية يهدف خلالها إلى استغلال حدث التفجيرات في الولايات المتحدة لحسابه الخاص ، ولتحريض الدول الأوربية على فرض قيود على المعارضة المصرية بالخارج تحت ستار مكافحة الإرهاب, مرفق مقال موجز من العقيد دكتور/ محمد الغنام ، ننشره من خلال المرصد الإعلامي الإسلامي لتعم الفائدة وليصل صوت من الأصوات الحرة التي يسعى النظام المصري من أجل إسكاته .



الإرهابي حسني مبارك في أوروبا

للمشاركة في مكافحة الإرهاب !!



بقلم / عقيد دكتور/ محمد الغنام

مدير البحوث القانونية بوزارة الداخلية المصرية سابقا ولاجيء سياسي بسويسرا



" إن من يجعل التغيير السلمي أمراً مستحيلا يجعل الثورة العنيفة أمراً حتمياً "

هذه كلمات الرئيس الأمريكي السابق جون كنيدي تحدد بحق أسباب العنف, أهديها لشعوب وحكومات وبرلمانات العالم ليعرفوا أن الإسلام بريء من الهجوم الأخير على الولايات المتحدة وأن المسئولين الحقيقيين عن هذا الاعتداء هم الحكام الطغاة في عالمنا العربي الذين نهبوا ثروات شعوبهم وقتلوا وعذبوا مواطنيهم وسدوا كل منافذ التغيير السلمي فدفعوا بفريق من أبناء تلك الشعوب دفعاً إلى العنف والقوة بعد أن ضاقت بهم السبل.

وإذا كانت قاعدة أن لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه تنطبق أيضا على مجال السياسة والحكم, فإن فرط عنف وشدة بطش بعض الحكام الطغاة في عالمنا العربي هو الذي خلق ثقافة العنف المضاد وهو الذي غذى فلسفة الاستخدام المفرط للقوة, ثم إنني أقول لمن يتحدثون عن الإرهاب أن الحكام الطغاة هم كبار الإرهابيين وأشدهم خطرا, فإذا كان الإرهاب –بالتعريف- يرتبط باستخدام القوة والعنف لإشاعة الرعب تحقيقا لأهداف سياسية أو أيدلوجية, فإن الحكام الطغاة يشيعون الخوف والرعب في أو ساط شعوب بأسرها باستخدام وسائل القتل والتعذيب والاعتقال على نطاق واسع تحقيقا لأهداف سياسية تتمثل في شل قدرة شعوبهم على تنسيق ردود فعلها في مواجهة طغيانهم مما يمكن هؤلاء الحكام من البقاء في الحكم رغم أنف مواطنيهم الرافضين لهم الكارهين لأنظمة حكمهم الفاسدة.

ومن العجب العجاب أن يبلغ التبجح بواحد من كبار الإرهابيين وأشدهم خطرا وهو المدعو " محمد حسني مبارك " رئيس النظام المصري حد الزعم بأنه يكافح الإرهاب ، بل ويدعو إلى عقد مؤتمر دولي لهذا الغرض !!!

والواقع أن هذه الدعوة الخبيثة ليست وليدة اليوم ولكنها ترجع لسنوات مضت ودوافع "مبارك" لها تتمثل في أمور ثلاثة :

أولها: إضفاء قدر من الشرعية الدولية على عمليات القمع التي يمارسها ضد شعب مصر وضد المعارضة المصرية والحد من الانتقادات الدولية الموجهة له في هذا الشأن.

وثاني تلك الأمور تتمثل في الضغط على الدول الأوربية الديمقراطية التي تستضيف بعض المعارضين لحكم الطاغية مبارك لتسليمهم له أو بالحد الأدنى فرض قيود على حركتهم ومنعهم من ممارسة حقوقهم المتعلقة بحرية الرأي والفكر والتعبير.

أما ثالث دوافع مبارك فتتبدى في سعيه للبحث لنفسه عن دور على الصعيد الدولي.

ومع الأحداث الدامية الأخيرة في الولايات المتحدة نشط مبارك لتجديد دعوته المثيرة للسخرية والتي لا تعدو أن تكون ضربا من ضروب "الاستعباط أو الاستهبال", ومن المتوقع أن يثير الإرهابي "مبارك" دعوته لمكافحة الإرهاب في لقائه مع قادة بعض الدول الأوربية التي يزورها حالياً.

وأود في هذا السياق أن أؤكد على أن شعوب وحكومات أوربا إن هي أرادت حقا التصدي للإرهاب فان عليها أن تدعم الديمقراطية في عالمنا العربي, فالإرهاب هو من تبعات الاستبداد وأحد نتائجه المباشرة, فعندما يستحيل التغيير السلمي يصبح العنف هو البديل الوحيد كما قرر بحق "جون كنيدي", أما سياسة الولايات المتحدة القائمة على التعاون مع الحكام الطغاة – من أمثال مبارك - ودعمهم ومساعدتهم على قمع شعوبهم فقد أثبت الهجوم الأخير على الولايات المتحدة فشلها الذريع وكشف عن أن تلك السياسة يمكن أن تجر العالم كله إلى كارثة خطيرة, لذلك فكم أتمنى أن تتدارك أوربا خطأ الولايات المتحدة وأن تسعى للقضاء على الإرهاب بالطريق الصحيح والسليم من خلال القضاء على أحد أهم مسبباته وعوامل نشأته ألا وهو الاستبداد, وأعتقد أن زيارة الإرهابي حسني مبارك الحالية لأوربا هي فرصة مناسبة لذلك بحيث يقوم المسئولين في الدول التي يزورها –وهي فرنسا وألمانيا وإيطاليا- بممارسة ضغوط عليه لوقف عمليات تزوير الانتخابات والكف عن اعتقال وتعذيب وقتل المعارضين لنظام حكمه وإلزامه بأن يرد هو وأولاده أموال شعب مصر التي استولوا عليها بغير حق ... إن أكبر مساهمة يستطيع أن يقدمها "حسني مبارك" في مجال مكافحة الإرهاب هي أن يتوقف عن ممارسة الإرهاب ضد أبناء شعب مصر.

مع تحيات المرصد الإعلامي الإسلامي

الاثنين 7 رجب 1422هـ الموافق 24 سبتمبر 2001م

جزى الله خيراً كل من ساهم في إعادة نشر وتوزيع هذا البيان
كافة حقوق موقع وبيانات المرصد الإعلامي الإسلامي محفوظة إلا لمن أشار إلى المصدر

IOC, P O Box 13575, London W9 1FG, UK Tel : 44 207 624 6868 Fax: 44 207 724 5304

E-Mail : observer@talk21.com http://www.ummah.org.uk/ioc

 الصفحة الرئيسية