موقع الخواطر
لافتات 3
الفاتحــة كيفَ يَصطادُ الفتى عُصفورَهُ في الغابـةِ المُشتعِلهْ ؟ كيفَ يرعى وردَةً وَسْـطَ رُكامِ المزبَلـهْ ؟ كيفَ تَصحـو بينَ كفّيـهِ الإجاباتُ وفي فكّيـهِ تغفو الأسئلَهْ ؟! الأسى لا حَـدَّ لـهْ والفَـتى لا حَـولَ لَـهْ إنّـهُ يَرسِـفُ بالوَيْلِ فلا تستكْثِروا إسْـرافَهُ في الوَلْوَلـهْ ليسَ هذا شِعْـرَهُ بل دَمُـهُ في صَفَحـاتِ النَّطْعِ مكتوبٌ بِحَـدِّ المِقْصَلَـهْ! سـرّ المهنة إثنـانِ في أوطانِنـا يرتَعِـدانِ خيفَـةً من يقظَـةِ النّائـمْ: اللّصُّ .. والحاكِـمْ! طريـق السّلامـة أينَـعَ الرّأسُ، و"طَـلاّعُ الثّنايـا" وَضَـعَ، اليَومَ، العِمـامَـهْ. وحْـدَهُ الإنسـانُ، والكُلُّ مطايـا لا تَقُلْ شيئاً .. ولا تَسْكُتْ أمامَهْ إنَّ في النُّطـقِ النّدامَـهْ إنَّ في الصّمـتِ النّدامـهْ أنتَ في الحالينِ مشبوهٌ فَتُـبْ مِـنْ جُنحَـةِ العَيشِ كإنسانٍ وعِشْ مِثْلَ النّعامَـهْ. أنتَ في الحالينِ مقتولٌ فَمُتْ مِن شِـدّةِ القَهْـرِ لتحظـى بالسّلامـهْ! فلأَنَّ الزُّعمَـاءَ افتقَـدوا معنى الكرامَـهْ ولأنَّ الزُّعَمـاءَ استأثروا بالزّيتِ والزِّفتِ وأنواعِ الدَّمامَـهْ ولأنَّ الزُّعمـاءَ استمرأوا وَحْـلَ الخَطايا وبِهمْ لَمْ تَبْقَ للطُهـرِ بقايا فإذا ما قامَ فينا شاعِرٌ يشتِمُ أكـوامَ القِمامَـهْ سيقولونَ: لقَـدْ سَـبَّ الزّعامَـهْ! العلـيل ربِّ اشفـني مِن مَرضِ الكِتابَـهْ أو أعطِـني مَناعَـةً لأتّقـي مَباضِـعَ الرَّقابَـهْ . فكُلُّ حَـرفٍ مِن حـروفي وَرَمٌ وكُلُّ مِبضَـعٍ لَهُ في جسَـدي إصابَـهْ . فَصاحِبُ الجَنابَـهْ حتّى إذا ناصَـْرتُهُ ..لا أتّقي عِقابَهْ ! ** كَتبتُ يَومَ ضَعفِـهِ : ( نَكْـرَهُ ما أصَـابَهْ ونكْـرهُ ارتِجافَـهُ، ونَكرهُ انتِحابَـهْ ) وبَعـدَ أن عبّرتُ عَـن مشاعِري تَمرّغَتْ في دفتَري ذُبابتانِ داخَتـا مِنْ شِـدّةِ الصّبابَـهْ وطارَتــا فطـارَ رأسـي، فَجْـأةً، تَحتَ يَـدِ الرّقابَـهْ إذ أصبَـحَ انتِحابُـهُ : ( انتخابَـهْ ) ! مُتّهَـمٌ دومـاً أنا حتّى إذا ما داعَبَتْ ذُبابَـةٌ ذُبابَـهْ أدفـعُ رأسـي ثَمَناً لهـذهِ الدُّعابَـهْ ! أُسلــوب كُلَّمـا حَـلَّ الظّـلامْ جَـدّتي تَروي الأسـاطيـرَ لنَـا حتّى نَنـامْ . جَدَّتـي مُعجَبَـةٌ جِـدّاً بإسلــوبِ النّظـام ! مفقــودات زارَ الرّئيسُ المؤتَمَـنْ بعضَ ولاياتِ الوَطـنْ وحينَ زارَ حَيَّنا قالَ لنا : هاتوا شكاواكـم بصِـدقٍ في العَلَـنْ ولا تَخافـوا أَحَـداً.. فقَـدْ مضى ذاكَ الزّمَـنْ . فقالَ صاحِـبي ( حَسَـنْ ) : يا سيّـدي أينَ الرّغيفُ والَلّبَـنْ ؟ وأينَ تأمينُ السّكَـنْ ؟ وأيـنَ توفيرُ المِهَـنْ ؟ وأينَ مَـنْ يُوفّـرُ الدّواءَ للفقيرِ دونمـا ثَمَـنْ ؟ يا سـيّدي لـمْ نَـرَ مِن ذلكَ شيئاً أبداً . قالَ الرئيسُ في حَـزَنْ : أحْـرَقَ ربّـي جَسَـدي أَكُـلُّ هذا حاصِـلٌ في بَلَـدي ؟! شُكراً على صِـدْقِكَ في تنبيهِنا يا وَلَـدي سـوفَ ترى الخيرَ غَـداً . ** وَبَعـْـدَ عـامٍ زارَنـا ومَـرّةً ثانيَـةً قالَ لنا : هاتـوا شكاواكُـمْ بِصـدْقٍ في العَلَـنْ ولا تَخافـوا أحَـداً فقـد مَضى ذاكَ الزّمَـنْ . لم يَشتكِ النّاسُ ! فقُمتُ مُعْلِنـاً : أينَ الرّغيفُ واللّبَـنْ ؟ وأينَ تأمينُ السّكَـنْ ؟ وأينَ توفيـرُ المِهَـنْ ؟ وأينَ مَـنْ يوفِّـر الدّواءَ للفقيرِ دونمَا ثمَنْ ؟ مَعْـذِرَةً يا سيّـدي .. وَأيـنَ صاحـبي ( حَسَـنْ ) ؟! حُريّـة حينَما اقتيـدَ أسيرا قفَزَتْ دَمعَتُـهُ ضاحِكَــةً : ها قَـدْ تَحـرَّرتُ أخـيرا ! الأمَـل الباقـي غاصَ فينا السيفُ حتّى غصَّ فينـا المِقبَضُ غصّ فينا المِقبَضُ غصَّ فينا . يُولَـدُ النّاسُ فيبكونَ لدى الميـلادِ حينا ثُمّ يَحْبـونَ على الأطـرافِ حينا ثُمَّ يَمشـونَ وَيمشـونَ .. إلى أنْ يَنقَضـوا . غيرَ أنّـا مُنـذُ أن نُولَـدَ نأتـي نَركُضُ وإلى المَدْفَـنِ نبقى نَركُضُ وخُطـى الشُّرطَـةِ مِـنْ خَلْفِ خُطانا تَركُضُ ! يُعْـدَمُ المُنتَفِضُ يُعـدمُ المُعتَرِضُ يُعـدمُ المُمتَعِضُ يُعـدَمُ الكاتِبُ والقارىءُ والنّاطِـقُ والسّامِـعُ والواعظُ والمُتَّعِظُ ! ** حسَناً يا أيُّها الحُكّامُ لا تَمتعِضـوا . حَسَناً .. أنتُـم ضحايانا وَنحـنُ المُجْـرِمُ المُفتَرَضُ ! حسَناً .. ها قـدْ جَلَستُمْ فوقَنا عِشريـنَ عامـاً وَبَلعتُم نِفطَنا حتّى انفَتقتُمْ وَشَرِبتُـمْ دَمَنـا حتى سكِرتُمْ وأَخذتُم ثأرَكُـمْ حتى شَبِعتُمْ أَفَما آنَ لكُمْ أنْ تنهَضـوا ؟! قد دَعَوْنـا ربَّنـا أنْ تَمرُضـوا فَتشافيتُمْ ومِـنْ رؤياكُـم اعتـلَّ وماتَ المَرضُ ! ودعَونـا أن تموتوا فإذا بالموتِ من رؤيتِكم مَيْـتٌ وحتّى قابِضُ الأرواحِ مِنْ أرواحِكُـمْ مُنقَبِضُ ! وهَرَبْنا نحـوَ بيتِ اللهِ منكُمْ فإذا في البيتِ .. بيتٌ أبيضُ ! وإذا آخِـرُ دعوانـا ..سِلاحٌ أبيضُ ! ** هَـدّنا اليأسُ، وفاتَ الغَرَضُ لمْ يَعُـدْ مِن أمَـلٍ يُرجى سِواكُـمْ ! أيُّهـا الحُكـامُ باللهِ عليكُـمْ أقرِضـوا اللهَ لوجـهِ اللهِ قرضـاً حسَناً .. وانقَرِضـوا ! مواطـن نموذجـي يا أيّها الجـلاّدُ أبعِدْ عن يدي هـذا الصفَـدْ . ففي يـدي لم تَبـقَ يَـدْ . ولـمْ تعُـدْ في جسَـدي روحٌ ولـمْ يبـقَ جسَـدْ . كيسٌ مـنَ الجِلـدِ أنـا فيـهِ عِظـامٌ وَنكَـدْ فوهَتُـهُ مشـدودَةٌ دومـاً بِحبـلٍ منْ مَسَـدْ ! مواطِـنٌ قُـحٌّ أنا كما تَرى مُعلّقٌ بين السمـاءِ والثّـرى في بلَـدٍ أغفـو وأصحـو في بلَـدْ ! لا عِلـمَ لـي وليسَ عنـدي مُعتَقَـدْ فإنّني مُنـذُ بلغتُ الرُّشـدَ ضيّعـتُ الرّشـَدْ وإنّني - حسْبَ قوانينِ البلَدْ - بِلا عُقـدْ : أُذْنـايَ وَقْـرٌ وَفَمـي صَمـتٌ وعينـايَ رَمَـدْ ** من أثـرِ التّعذيبِ خَـرَّ مَيّـتاً وأغلقـوا مِلَفَّهُ الضَّخْمَ بِكِلْمَتينِ : ماتَ ( لا أحَـدْ ) ! تُهمَـة وَلِـدَ الطِفلُ سليماً ومُعافـى . طلبـوا مِنـهُ اعتِرافـا ! قال الشاعـر أقــولْ : الشمسُ لا تـزولْ بلْ تنحَـني لِمحْـوِ ليلٍ آخَـرٍ .. في سـاعةِ الأُُفـولْ ! ** أقــولْ : يُبالِـغُ القَيْـظُ بِنفـخِ نـارِهِ وَتصطَلـي الميـاهُ في أُوارِهِ لكنّهـا تكشِفُ للسّماءِ عَـنْ همومِها وتكشفُ الهمـومُ عن غيومِها وتبـدأُ الأمطـارُ بالهُطـولْ .. فتولـدُ الحقـولْ ! ** أقــولْ : تُعلِـنُ عن فَراغِهـا دَمـدَمـةُ الطّبـولْ . والصّمـتُ إذْ يطـولْ يُنذِرُ بالعواصِفِ الهوجاءِ والمُحــولْ : رسـولْ يحمِـلُ وعـدَاً صـادِقاً بثـورةِ السّيولْ ! ** أقـولْ : كَـمْ أحـرَقَ المَغـولْ مِـنْ كُتُـبٍ كم سحَقَـتْ سنابِكُ الخُيـولْ مِـنْ قائـلٍ ! كَـم طَفِقَـتْ تبحـثُ عـنْ عقولِهـا العُقـولْ في غَمْـرةِ الذُّهـولْ ! لكنّما .. ها أنتـذا تقـولْ . هاهـوَ ذا يقـولْ . وها أنا أقـولْ . مَـنْ يمنـعُ القـولَ مِـنَ الوصـولْ ؟ مـنْ يمنعُ الوصـولَ للوصـولْ ؟ مَـنْ يمنـعُ الوصـولْ ؟! أقـولْ : عـوّدَنا الدّهـرُ علـى تعاقُـبِ الفصـولْ . ينطَلِقُ الرَبيـعُ في ربيعِـهِ .. فيبلغُ الذُّبـولْ ! وَيهجُـمُ الصّيفُ بجيشِ نـارِهِ .. فَيسحـبُ الذُّيولْ ! ويعتلـي الخريفُ مَـدَّ طَيشِـهِ .. فَيُـدرِكُ القُفـولْ ! ويصعَـدُ الشّتاءُ مجنـوناً إلى ذُرْوَتِـهِ .. ليبـدأَ النّزولْ ! أقـولْ : لِكُلِّ فَصْـلٍ دولـةٌ .. لكنّهـا تَـدولْ ! شيطان الأثير لـي صـديقٌ بتَـرَ الوالي ذِراعَهْ عنـدما امتـدّتْ إلى مائـدةِ الشّبعانِ أيّـامَ المَجاعَـهْ . فمضى يشكـو إلى النّاسِ ولكِـنْ أعلَـنَ المِذيـاعُ فـوراً أنَّ شكـواهُ إشاعَـهْ . فازدَراهُ النّاسُ، وانفضّـوا ولـمْ يحتمِلـوا حتّى سَماعَـهْ . وصَـديقي مِثْلُهُـمْ .. كذّبَ شكواهُ وأبـدى بالبياناتِ اقتناعَـهْ ! ** لُعِـنَ الشّعبُ الَّذي يَنفـي وجـودَ اللـهِ إن لـم تُثبتِ اللهَ بياناتُ الإذاعَـهْ !