موقع الخواطر

 

الغريب

كُلُّ ما في بَلْـدَتي 
يَمـلأُ قلـبي بالكَمَـدْ . 
بَلْـدَتي غُربـةُ روحٍ وَجَسَـدْ
غُربَـةٌ مِن غَيرِ حَـدْ 
غُربَـةٌ فيها الملاييـنُ 
وما فيها أحَـدْ . 
غُربَـةٌ مَوْصـولَةٌ 
تبـدأُ في المَهْــدِ 
ولا عَـوْدَةَ منها .. للأبَـدْ ! 
**
شِئتُ أنْ أغتـالَ مَوتي 
فَتَسلّحـتُ بِصوتـي : 
أيُّهـا الشِّعـرُ لَقَـدْ طالَ الأَمَـدْ 
أهلَكَتني غُربَتي ، يا أيُّها الشِّعرُ،
فكُـنْ أنتَ البَلَـدْ . 
نَجِّـني من بَلْـدَةٍ لا صوتَ يغشاها 
سِـوى صوتِ السّكوتْ ! 
أهلُها موتى يَخافـونَ المَنايا
والقبورُ انتَشرَتْ فيها على شَكْلِ بُيوتْ 
ماتَ حتّى المــوتُ 
.. والحاكِـمُ فيها لا يمـوتْ ! 
ذُرَّ صوتي، أيُّها الشّعرُ، بُروقـاً 
في مفازاتِ الرّمَـدْ . 
صُبَّـهُ رَعْـداً على الصّمتِ 
وناراً في شرايينِ البَرَدْ . 
ألْقِــهِ أفعـى
إلى أفئِـدَةِ الحُكّامِ تسعى 
وافلِـقِ البَحْـرَ 
وأطبِقْـهُ على نَحْـرِ الأساطيلِ 
وأعنـاقِ المَساطيلِ
وطَهِّـرْ مِن بقاياهُمْ قَذاراتِ الزَّبَـدْ .
إنَّ فِرعَــونَ طغى، يا أيُّها الشّعـرُ، 
فأيقِظْ مَـنْ رَقَـدْ . 
قُل هوَ اللّهُ أحَـدْ. 
قُل هوَ الّلهُ أحَـدْ.
قُل هوَ الّلهُ أحَـدْ. 
** 
قالَها الشِّعـرُ 
وَمَـدَّ الصّـوتَ، والصّـوتُ نَفَـدْ 
وأتـى مِنْ بَعْـدِ بَعـدْ 
واهِـنَ الرّوحِ مُحاطاً بالرّصَـدْ 
فَـوقَ أشـداقِ دراويشٍ 
يَمُـدّونَ صـدى صوتـي على نحْـريَ 
حبـلاً مِن مَسَـدْ 
وَيَصيْحــونَ " مَـدَدْ " !
السابق